مقدمة :
تصميم أي منطقة سكنية أو خلافها ينبغي أن يوضع على تصور مسبق تتكامل فيه كافة عناصره ومكوناته بطريقة يتم معها التعرف على كيف يمكن أن تبدو المنطقة بتفاصيلها بعد تنفيذ المخطط ومعرفة الأثر البيئي والجمالي والحسي والنفسي الذي يمكن أن يحدثه ذلك التصميم على سكانه وزائريه ، وهذا من أهم اهتمامات التخطيط العمراني الحضري .وأهم أهدافه السعي لتوفير بيئة عمرانية مميزة وجذابة تستجيب لكافة المتطلبات الإنسانية المكانية الوظيفية والنفسية والمؤثرات البيئية وتتنوع فيها القيم الجمالية وتتناسق فيها عناصر البيئة المبنية من منشئات ومحاور مرورية وأفنية وفراغات.
المشكل :
هناك حلقة مفقودة في العلاقة بين التخطيط العمراني للأحياء السكنية وبين قضايا البيئة وما نتج عن عدم وضوح في هذه العلاقه فأدت إلى الكثير من المشاكل البيئية والاجتماعية التي زادت من تعقيدات الحياة .
I. تخطيط الأحياء السكنية :
1- مفاهيم عامة :
1 – 1 التخطيط العمراني :
التخطيط هو الاختبار والتنظيم الاقتصادي لمختلف الوسائل بغية الوصول إلى تحقيق أهداف مسطرة أو هو وضع خطة تنموية لتحقيق أهداف المجتمع في ميدان وظيفي معين لمنطقة جغرافية ما في مدى زمني محدد.
يعني الحي السكني منطقة سكنية تضم مجموعة من العوائل التي تربطها ببعضها علاقات اجتماعية كثيرة كالتعارف وتبادل الزيارات والحاجات والخدمات والقيام بفاعليات مشتركة كالاجتماعات وغيرها , وإن عدد هذه العوائل ومساحة المنطقة التي تحتلها تترواح من عدة عوائل إلى بضعة مئات من العوائل في الكيلومتر المربع الواحد .
وقد أتخذ المخططون هذا المفهوم كوحدة أساسية ينطلقون منها عند المباشرة بعملية تخطيط المناطق السكنية , فهم يحاولون أن يجعلوا كل حي وحدة سكنية متجانسة بقدر الإمكان من حيث الطبقة الاجتماعية ومستوى المعيشة .
ولكل حي مدارسه الخاصة ومناطق تسليته وساحاته وحدائقه ,ويتوقعون من كل كل ذلك تشجيع الروح الاجتماعية بين السكان لتحل محل الروح الفردية والحياة الانعزالية التي يتصف بها سكان المدن الأوربية والأمريكية .
1 - 3- تعريف الحي السكني :
اختصارا يمكن ان يعرف الحي السكني على انه "حيز عمراني يشغل مكانا من الارض وله حدود ومداخل واضحة ومركز واضح وشبكة من ممرات الحركة (ارصفة وطرق) تربط جميع اجزاء الحي بعضها البعض وتكون الغالبية من استخدامات هذا الحيز هي الاستخدامات السكنية"..
1- 4 - حي سكني :[2]
منطقة جغرافية تتواجد ضمن مدينة كبيرة ويقتصر استخدام الأراضي الحي السكني على السكن الخاص دون الاستخدامات التجارية وتختلف الأحياء في معيارها الراقي أو المتدني تبعاً لـسكانها أو قيمه أرضها أو جهتها، ويختلف نوع قاطني هذه الأحياء نسبة إلى صنع الإنسان الأحياء والمدن كامتداد لحاجاته الاجتماعية والاقتصادية وبنظرة سريعة إلى وضع إنساننا الحالي في هذه البيئة نجد أننا نفتقد لكثير من الحاجات الاجتماعية حتى أننا لا نتيح الفرصة لأنفسنا في التعرف على أخواننا المحيطين بنا سواء في المساكن التي نقطنها أو في الساحات والحدائق وذلك لإنماء وتفعيل الحس الاجتماعي والذي هو جل أساس تطور الأحياء.
يعطي تخطيط الأحياء الحديثة الأولوية في الحي للمشاة مما يسهل حركتهم إلى دور العبادة والمدرسة والمنتزهات والأسواق في أمان ويسر دون التعرض للتقاطعات الخطرة. توفر الأحياء الحديثة لكل مجموعة من الأسر لا تزيد عن (15) , ملعباً للأطفال على شكل باحة جوار منازلهم وبعيداً عن حركة السيارات والفضوليين مما يشجع على الترابط بين سكانه. توفر الأحياء الحديثة ملاعب مركزية للسكان بمساحات كبيرة وسطها وبعيداً عن الفضوليين. تمنع الضرر عن الجار وتحافظ على القيم الدينية وتشجع العلاقات الاجتماعية، من خلال توفير الفراغات والحدائق شبه الخاصة بين المساكن. التشجير والمساحات الخضراء تشكل محوراً هاماً للسكان يمكن الوصول لها مشياً وبسهولة من أي مكان بالحي وهذا ذو أثر مشجع للسكان على المشي والتعارف فيما بينهم في بيئة آمنة وصحية.
الحي يوفر للسكان كل المرافق الضرورية مثل :
- مركز تسويق رئيسي يخدم المنطقة والمناطق المجاورة.
- مركز تسوق صغير داخل الحي لخدمة سكان الحي فقط.
- مناطق تجارية مصغرة توفر الخدمات الأساسية للحارات الداخلية.
- مناطق تنزه وتسلية.
- حديقة رئيسية متصلة بخطوط المشاة يمكن الوصول إليها بسهولة وأمان من كافة الأحياء.
- حدائق صغيرة وملاعب أطفال موزعة لخدمة الأحياء
- المسجد والخدمات التعليمية والأمنية.
- على إحياء الروح الاجتماعية للوحدة والمجموعة السكنية وللمجتمع ككل داخل المنطقة.
6 - السكن :
السكن لايقصد به المسكن فقط ,بل هو مجموعة اكثر تعقيدا وهو طريقة تنظيم وعيش الانسان وسط المحيط الذي يعيش فيه وهو يتكون من :
- المجال السكني المسكن في حد ذاته المنزل .
- المجال غير السكني هي العناصر الخارجية للمسكن ,مثل الطرقات, شوارع التوزيع ,الدروب ,الفناءات ,مواقف السيارات,المساحات الخضراء و المساحات اللعب ,اضافة الى المحلات التجارية و المرافق العامة الضرورية .
السكن لايقصد به المسكن فقط ,بل هو مجموعة اكثر تعقيدا وهو طريقة تنظيم وعيش الانسان وسط المحيط الذي يعيش فيه وهو يتكون من :
- المجال السكني المسكن في حد ذاته المنزل .
- المجال غير السكني هي العناصر الخارجية للمسكن ,مثل الطرقات, شوارع التوزيع ,الدروب ,الفناءات ,مواقف السيارات,المساحات الخضراء و المساحات اللعب ,اضافة الى المحلات التجارية و المرافق العامة الضرورية .
7- المسكن :
هو عبارة عن مبنى وهذا الاخير هو كل مشيد قائم بذاته مثبت على اليابسة أو الماء بصفة دائمة او مؤقتة ,مكون من اية مادة بناء كانت ,يتكون من طابق واحد أو اكثر وله سقف يستخدم للسكن ,له مدخل او اكثر يؤدي من طريق عام او خاص الى جميع او غالبية مشتملاته .
هو عبارة عن مبنى وهذا الاخير هو كل مشيد قائم بذاته مثبت على اليابسة أو الماء بصفة دائمة او مؤقتة ,مكون من اية مادة بناء كانت ,يتكون من طابق واحد أو اكثر وله سقف يستخدم للسكن ,له مدخل او اكثر يؤدي من طريق عام او خاص الى جميع او غالبية مشتملاته .

Ø ايجاد مساكن ملائمة
Ø تأمين خدمات ومرافق مناسبة
Ø في محيط بيئي مريح وامن من الاخطار
Ø بطريقة اقتصادية مناسبة وبأقل تكلفة ممكنة .
وقد اهتم الباحثون من علماء الجغرافيا والاجتماع والمخططون بدراسة أنماط السكن , فقد اقترح استعمال مورفولوجي للسكن الحضري , المنازل العائلية , عمارات الشقق , المنازل ذات السطوح والمتبوعة بالحدائق , المنازل ذات السطوح بدون بالحدائق , الفيلات المتلاصقة أو شبه منفصلة ذات المستودعات التي لا توجد فيها مستودعات الكبيرة المنعزلة ذات الحدائق المحيطة بها .
· أما هيرس و أولمن فقد توصلا إلى وجود :
· منطقة سكنية ذات مساكن واطئة النوعية .
· منطقة سكنية ذات مساكن متوسطة النوعية.
· منطقة سكنية ذات نوعية مساكن عالية .
· ضواحي سكنية .
- وقام الدكتور عبد الرزاق عباس إلى تصنيف للدور السكنية تبعا لموقعها من الحيز الحضري وكما يأتي :
1- وحدات سكنية تقع ضمن منطقة الأعمال المركزية .
2- وحدات سكنية تقع في المنطقة الانتقالية .
3- قطاعات سكنية محصورة بين الشوارع الرئيسية .
4- وحدات سكنية تقع في الاطراف .
5- الضواحي السكنية .
تصنيف آخر لأنماط السكن :
أ - سكن فردي :
هو سكن مستقل تماما عن المساكن المجاورة له عموديا له مدخل خاص ويمكن أن نجده بنوعين: منعزل : مفتوح على جميع واجهاته (مستقل عموديا وأفقيا) .
مجتمع : له واجهات محدودة(مستقل عموديا فقط).
هو سكن مستقل تماما عن المساكن المجاورة له عموديا له مدخل خاص ويمكن أن نجده بنوعين: منعزل : مفتوح على جميع واجهاته (مستقل عموديا وأفقيا) .
مجتمع : له واجهات محدودة(مستقل عموديا فقط).
ب - سكن نصف جماعي :
هو سكن جماعي به خصائص السكن الفردي وعبارة عن خلايا سكنية مركبة و متصلة ببعضها عن طريق الجدران او السقف ,تشترك في الهيكلة , وفي بعض المجالات الخارجية ( مواقف السيارات ,الساحات العامة ولكنها مستقلة في المدخل).
ج - سكن جماعي :
هو عبارة عن بناية عمودية تحتوي على عدة مساكن , لها مدخل مشترك و مجلات خارجية مشتركة و هو يعتبر اقل تكلفة اقتصادية من السكن الفردي و النصف جماعي ,و هو عبارة عن عمارات.- العمارة :
هي المبنى الذي يتكون من طابق واحد فأكثر فيه درج داخلي او خارجي يخدم جميع الطوابق في المبنى ,وقد تستخدم للسكن فقط في حالة وجود شقق سكنية .:
هو سكن جماعي به خصائص السكن الفردي وعبارة عن خلايا سكنية مركبة و متصلة ببعضها عن طريق الجدران او السقف ,تشترك في الهيكلة , وفي بعض المجالات الخارجية ( مواقف السيارات ,الساحات العامة ولكنها مستقلة في المدخل).
ج - سكن جماعي :
هو عبارة عن بناية عمودية تحتوي على عدة مساكن , لها مدخل مشترك و مجلات خارجية مشتركة و هو يعتبر اقل تكلفة اقتصادية من السكن الفردي و النصف جماعي ,و هو عبارة عن عمارات.- العمارة :
هي المبنى الذي يتكون من طابق واحد فأكثر فيه درج داخلي او خارجي يخدم جميع الطوابق في المبنى ,وقد تستخدم للسكن فقط في حالة وجود شقق سكنية .:
- الشقة :
هي جزء من مبنى تتألف من غرفة واحدة او اكثر مع وجود المرافق الخاصة بها و لها مدخل واحد او اكثر يؤدي الى جميع مشتملاتها.
هي جزء من مبنى تتألف من غرفة واحدة او اكثر مع وجود المرافق الخاصة بها و لها مدخل واحد او اكثر يؤدي الى جميع مشتملاتها.
3 - العوامل التي تتحكم في اختيار الموقع السكني :[4]
من الصعب تحديد العوامل التي تتحكم في اختيار الموقع السكني بصورة دقيقة وذلك لتشابك وتداخل كثير من المؤثرات واختلافها من مدية إلى أخرى , وهنا سوف نستعرض باختصار وبصورة عامة بعض العوامل البارزة وهي :
1- القرب من محل العمل ومركز التسوق التي لها تأثير ملموس على تفضيل موقع على آخر في المدينة , فالمساكن في العادة يفضل أن يكون مسكنه قرب عمله و قلرب منطقة تسوقه ولا يبعد إلا بمسافة معقولة عن المدرسة التي فيها أولاده .
2- تفضل المناطق التي تتوفر فيها الظروف المريحة كالهواء النقي والأرض الواسعة وواجهات الأنهار والبحيرات , على المناطق الملوثة والصاخبة في المدينة .
3- إن للعوامل الاجتماعية مثل عامل التكتل والتشتت والارتباط بين فئة من السكان بسبب المصلحة المشتركة أو المهنة المهنة الواحدة أو العلاقات القبلية تأثير ملموس على اختيار الموقع السكني .
4- لسعر الأرض والمنافسة بين المؤسسات التجارية والصناعية وغيرها من أصناف استعمالات الأرض على تحديد المناطق السكنية في المدينة .
5- يتأثر اختيار الموقع السكني أيضا بالأنظمة والقوانين التي تصدر عن السلطات المسؤولة عن المدينة لتنظيم استعمالات الارض فيها . وأن أحد أهداف هذه الأنظمة هو تقسيم أرض المدينة وتوزيعها بين الاستعمالات السكنية والصناعية والتجارية وغيرها وتعيين مواقعها .
6- إن استعمال وسائل النقل السريعة كالسيارات والقطارات وبناء الطرق العامة قد وسع مجال اختيار مكان السكن , فلم يعد من الضروري على صاحب العمل أو المستهلك أن يسكن بالقرب من عمله أو مناطق تسوقه في المدينة .
7- لسعر المواد الانشائية وأجور العمال وقلة العروض من المساكن في السوق مع ارتفاع الطلب يقيد حرية اختيار الموقع ويقلل من أهمية العوامل السابقة كما هي الحالة في الوقت الحاضر .
4 - مميزات التخطيط الحديث للأحياء :
جاءت المخططات الحديثة للاستجابة لتلك المشاكل الأمنية والاجتماعية والبيئية التي تتميز بـ : 1 - يعطي تخطيط الأحياء الحديثة الأولوية في الحي للمشاة مما يسهل حركتهم إلى المسجد والمدرسة والمنتزهات والأسواق في أمان ويسر دون التعرض للتقاطعات الخطرة .
2 - يوفر التخطيط الحديث لكل مجموعة من الأسر لا تزيد عن (15) ملعباً للأطفال على شكل باحة جوار منازلهم وبعيداً عن حركة السيارات والفضوليين مما يشجع على الترابط بين سكانه .3 - تجتمع كل ستة من المجموعات السابقة ( تزيد أو تنقص قليلاً حسب المخطط ) أي حوالي سبعين وحدة سكنية على طريق واحد يقع عليه المسجد ويؤدي إلى المدرسة والمنتزه والأسواق مما يزيد من مستوى الترابط الاجتماعي بين السكان ويسهل حمايته عند الضرورة ويصعب على اللصوص والمجرمين الدخول والتحرك بحرية في الحي .
4 - يجب أن يوفر المخطط ملاعب مركزية للسكان بمساحات كبيرة وسط الحي وبعيداً عن الفضوليين .5 - إضافة إلى مميزات الحي الأمنية والبيئية فإنه يمكن تنفيذه بنصف تكلفة الأحياء القائمة.
6 - بالتناغم بين الكتل ومعاكسة بعضها البعض تمنع الضرر عن الجار وتحافظ على القيم الدينية وتشجع العلاقات الاجتماعية ( من خلال توفير الفراغات والحدائق شبه الخاصة بين المساكن ).
7 - التشجير والمساحات الخضراء تشكل محوراً هاماً للسكان يمكن الوصول لها مشياً وبسهولة من أي مكان بالحي وهذا ذو أثر مشجع للسكان على المشي والتعارف فيما بينهم في بيئة آمنة وصحية .
جاءت المخططات الحديثة للاستجابة لتلك المشاكل الأمنية والاجتماعية والبيئية التي تتميز بـ : 1 - يعطي تخطيط الأحياء الحديثة الأولوية في الحي للمشاة مما يسهل حركتهم إلى المسجد والمدرسة والمنتزهات والأسواق في أمان ويسر دون التعرض للتقاطعات الخطرة .
2 - يوفر التخطيط الحديث لكل مجموعة من الأسر لا تزيد عن (15) ملعباً للأطفال على شكل باحة جوار منازلهم وبعيداً عن حركة السيارات والفضوليين مما يشجع على الترابط بين سكانه .3 - تجتمع كل ستة من المجموعات السابقة ( تزيد أو تنقص قليلاً حسب المخطط ) أي حوالي سبعين وحدة سكنية على طريق واحد يقع عليه المسجد ويؤدي إلى المدرسة والمنتزه والأسواق مما يزيد من مستوى الترابط الاجتماعي بين السكان ويسهل حمايته عند الضرورة ويصعب على اللصوص والمجرمين الدخول والتحرك بحرية في الحي .
4 - يجب أن يوفر المخطط ملاعب مركزية للسكان بمساحات كبيرة وسط الحي وبعيداً عن الفضوليين .5 - إضافة إلى مميزات الحي الأمنية والبيئية فإنه يمكن تنفيذه بنصف تكلفة الأحياء القائمة.
6 - بالتناغم بين الكتل ومعاكسة بعضها البعض تمنع الضرر عن الجار وتحافظ على القيم الدينية وتشجع العلاقات الاجتماعية ( من خلال توفير الفراغات والحدائق شبه الخاصة بين المساكن ).
7 - التشجير والمساحات الخضراء تشكل محوراً هاماً للسكان يمكن الوصول لها مشياً وبسهولة من أي مكان بالحي وهذا ذو أثر مشجع للسكان على المشي والتعارف فيما بينهم في بيئة آمنة وصحية .
I. البيئة والبيئة الحضرية :
1- مفهوم البيئة : [5]
يمكن تعريف البيئة على أنها عبارة عن نسيج من التفاعلات المختلفة بين الكائنات العضوية الحية بعضها البعض ( إنسان حيوان، نبات ...)، وبينها وبين العناصر الطبيعية غير الحية ( الهواء، الحرارة، الضوء ...) ويتم هذا التفاعل وفق نظام دقيق، متوازن ومتكامل يعبر عنه بالنظام البيئي أو المنظومة البيئية.
والإنسان جزء لا يتجزأ من هذه البيئة أو المنظومة البيئية، لكن الميزة التي تميزه عن باقي عناصرها ومكوناتها أنه يعي دور الفاعل فيها، هذا الدور الذي يتوضح من خلال ممارسته اليومية لمظاهر حياته, وبفعل قدراته العقلية الجبارة، اصبح الإنسان عنصرا مهيمنا على البيئة المحيطة به, وساعده في ذلك تزايده السريع وتطوره العلمي والتكنولوجي وسعيه الحثيث لتلبية حاجاته عن طريق الزيادة في الانتاج الزراعي وتطوير الانتاج الصناعي وانشاء وتوسيع المدن ومد الطرق...... الشيء الذي تمخض عنه ضغط هائل على كثير من الموارد الطبيعية, وخلف آثارا واضحة على كثير من المنظومات البيئية .
هناك تصنيفات كثيرة ورغم كثرتها ليس هناك اختلاف كبير بين الباحثين فيما يتعلق بمكونات البيئة من حيث المضمون وإن اختلفت المفردات . فهذا مؤتمر ستوكهولم 1972 يؤكد على أن البيئة هي كل شيء يحيط بالإنسان , ومن خلال هذا المفهوم الشامل الواسع للبيئة , يمكن تقسيم البيئة التي تعيش فيها الإنسان مؤثرا ومتأثرا إلى قسمين مميزين هما :
2-1 البيئة الطبيعية :
ويقصد بها كل ما يحيط بالإنسان من ظواهر حية وغير وليس للإنسان أي أثر في وجودها . وتتمثل هذه الظواهر أو المعطيات البيئية في البنية والتضاريس و لمناخ و التربة و النباتات والحيوانات , ولاشك أن البيئة الطبيعية هذه تختلف من منطقة إلى أخرى تبعا لنوعية المعطيات المكونة لها .
2-2 البيئة البشرية :
ويقصد بها الإنسان وإنجازاته التي أوجدها داخل بيئته الطبيعية , بحيث أصبحت هذه المعطيات البشرية المتباينة مجالا لتقسيم البيئة البشرية إلى أنماط وأنواع مختلفة , فالإنسان من حيث هو ظاهرة بشرية يتفاوت من بيئة لأخرى من حيث عدده وكثافته وسلالاته ودرجة تحضره وتفوقه العلمي مما يؤدي إلى تباين البيئات البشرية .
وهنا تصنيف يرى أن للبيئة أربعة مكونات هي :
2 -1 الطبيعة :
وتمثل الارض وما عليها من ماء وما حولها من هواء وما ينمو عليها من نبات وتحتضنه من حيوانات , وجدت بشكل طبيعي ,وتمثل الموارد المتاحة للإنسان للحصول على حاجاته الأساسية من الغذاء وكساء ودواء ومواد مختلفة .
2 - 2 السكان :
وهم مجموع الأفراد القاطنين على الأرض في عصر ما , والسكان هم المكون المؤثر و المغير في المكون الطبيعي للبيئة من اجل حياة مريحة تليق بكرامة الحياة البشرية .
2 - 3 التنظيم الاجتماعي :
ويقصد به الأنشطة التي يمارسها السكان في علاقاتهم مع الوسط المحيط بهم , والذي يحتوي اوجه حياتهم ومعيشتهم ,بكل ما فيها من نظم وتنظيمات للعلاقات واشباع للحاجات ومعايشة المشكلات .
2 - 4 التكنولوجيا :
ويقصد بها مختلف أنواع التقنيات التي استحدثها الإنسان والتي مكنته من استثمار موارد البيئة لتلبية حاجاته وتطلعاته .
3-البيئة الحضرية:
أما البيئة الحضرية فيصعب إيجاد تعريف شامل ومتفق عليه بالنسبة لها.... وهذا يرجع إلى عدة عوامل منها مثلا:
صعوبة تقديم تعريف دقيق للمدينة في حد ذاتها، واختلاف هذه التعاريف من تخصص علمي إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، فالمدينة ظاهرة معقدة ومتطورة، ومتغيرة في الزمان والمكان تتميز بتنوع أنشطة سكانها، واختلاف مناظرها المورفولوجية، وتباين كبير في شرائح وأعداد سكانها، وفئاتهم الاجتماعية (عمال، حرفيين، موظفين، أصحاب المهن الحرة، رجال الأعمال ...) ومن تم تتعدد المعايير المعتمدة في تعريف المدينة: نوعية النشاط،عدد السكان، المنظر المورفولوجي...
وبطبيعة الحال وجود هذه الاختلافات سيجعل ما نسميه الحضرية بالبيئة الحضرية يتميز بدوره بالاختلاف الكبير... لكن يمكن أن نجد بعض العناصر الموحدة لهذه الكيانات المختلفة عبر إبداء بعض الملاحظات:
- أن البيئة الحضرية هي من صنع الإنسان فهي إذن نتاج تأثير الإنسان في بيئته الطبيعية.
- أن وعي الإنسان بهذا الفعل وبتأثيره جعله يسعى إلى تنظيمه وإعادة خلق نوع من التوازن بين عناصره ومن تم ظهرت الخطط (خطط المدن) كما ظهرت مستويات من التصاميم ... والتي يبقى الهدف من ورائها : المحافظة على التوازن بين مختلف عناصر المجال الحضري، الطبيعية منها والمصطنعة (أي تلك التي هي من فعل الإنسان) من أجل خلق بيئة ملائمة لحياة هذا الإنسان. وضمان إستمراريته وسلامة صحته.
تعريف آخر:
v تعريف البيئة الحضرية :
هي مجموع العناصر ذات العلاقات المركبة تشكل اطار ووسط وشروط حياة الإنسان نتيجة للنمو السكني المفرد ,تركز عدد هائل من السكان في المدن وخاصة في الأحياء السكنية الجماعية ذات الكثافة العالية في مجال محدود هو المدينة .
هذه الأخيرة تواجه اليوم واكثر من أي وقت مضى تحديات جسام فيما يخص نوعية البيئة الحضرية (مياه – نفايات – ضجيج – مساحات خضراء ........إلخ ).
تمثل البيئة بشكل عام الاطار الذي يعيش فيه اﻻنسان ويمارس فيه نشاطاته المختلفة, والانسان يؤثر في هذه البيئة ويتأثر بها ويرتبط نجاح الانسان في هذه الحياة بتخطيطه الجيد واستغلال ثروات ومكونات البيئة بشكل عقلاني ومدروس, ولاكن استغلال الانسان للمصادر الطبيعية لم يكن أحيانا بطرق سليمة ورشيدة وانما كان الاستغلال بطرق استنزافية ومسرفة, وأدى ذلك إلى نشوب مشكلات أثرت على البيئة التي يعيش بها كالتلوث − الإزدحام − نقص الموارد الطبيعية − توفير الطاقة.
وأهم المشكلات التي أثرت بشكل مباشر على البيئة الحضرية للإنسان :
4-1− الإنفجار السكاني :
يمثل النمو المتزايد في عدد السكان المشكلة الرئيسية للبيئة, الانسان يسعى للحفاظ على حياته, وتوفير المسكن الملائم وما يتطلبه من خدمات ومرافق الماء والصرف الصحي , وتصريف الأمطار والنظافة والتخلص من النفايات, فقد اتجه إلى استنفاذ ما في البيئة من مواد وطاقات, بخاصة استنزاف الموارد غير المتجددة. وقد أظهرت البحوث العلمية الميدانية في كثير من المجتمعات أن عدم اخذ العامل السكاني بعين الإعتبار في التخطيط التنموي والبيئي سيؤدي الى حدوث خلل تنموي, بحيث تغدو المجتمعات عاجزة عن تلبية الحاجات الاجتماعية والإقتصادية والبيئة للأفراد, وينعكس اثر النمو الانفجاري في السكان سلبا على كافة عناصر البيئة.
4-2− التلوث :
وتقسم مشكلة التلوث إلى نوعين رئيسيين :
4-2-1 التلوث المادي : ويشمل :
- الهواء
- الماء
- تلوث التربة
- تلوث الغذاء والدواء
4-2-2 التلوث الغير مادي :( المعنوي)
ويشمل :
- التلوث الكهرومغناطيسي.
- التلوث السمعي ( الضجيج).
التلوث المادي : ويقصد به التلوث الذي يصيب إحدى عناصر البيئة الرئيسية ( الماء, الهواء, التربة, الغذاء) وتكون آثاره على الانسان مباشرة وملموسة.
التلوث الغير مادي ( المعنوي) : ويقصد به التلوث الغير محسوس وغالبا ما تكون آثاره غير مباشرة على الرغم من أنها قد تكون قاتلة في بعض الأحيان,
4-3− الإزدحام المروري :
وتُعدُّ الملوثات الناتجة عن حركة السيارات الأكثر تأثيراً في تلوث الهواء في الأحياء السكنية. وتحتم التأثيرات السلبية والخطيرة لتلوث الهواء إعادة النظر في طرائق تصميم الأحياء وتخطيطها، وتجنب النماذج العمرانية التي تشجع على استخدام السيارات، وتبنِّي النماذج التي تشجع السكان على المشي، ويستدعي هذا توفير متطلبات السكان اليومية من مرافق وخدمات ضمن مسافة مشي آمنة ومقبولة جسمياً ونفسياً. إن مثل هذه المعالجات التصميمية سيكون لها كثير من المردودات الإيجابية، فسيتميز داخل الأحياء السكنية بانخفاض مستوى تلوث الهواء ومستوى الضجيج الصادر عن الحركة المرورية.
5 - معالجة المشكلات البيئية من خلال التخطيط :[8]
ويتم ذلك من خلال مراعات بعض الخصائص خلال التخطيط لتجنب المشكلات البيئية والاجتماعية في الأحياء السكنية :
· مراعاة تأثير العوامل المناخية والبيئية على توجيه الطرق والشوارع والبيوت للحصول على كمية من الظلال وتفادي الرياح .
· مراعاة ظروف الموقع عند توجيه الطرق والبيوت لاستحداث بعض التيارات الهوائية عن طريق توظيف الفراغات والمناطق الخضراء كمصفات طبيعية لتنقية الأجواء الحارة .
· مراعاة التقاليد والعادات السائدة في المجتمع .
· تجسيد الإحساس المادي (كتلة) والروحي (عناصر خدمية وبصريه) بالمكان الحفاظ على المقاس الإنساني بحيث لا يحس السكان بالضياع عن طريق توزيع العناصر الوظيفية للتخطيط ( سكنية - مباني عامة - حدائق ) بشكل متجانس وأن تكون في مواقع سهلة الوصول وآمنة .
· تكوين تشـكيلات جذابة للمجموعة السكنية بحيث تلبي المتطلبات الحياتية اليومية للساكن.
· الاهتمام بالناحية البيئية .
· مراعاة فصل الحركة الآلية عن ممرات المشاة .
· أن تكون شبكة الطرق وممرات المشاة ذات اتجاهات وظيفية واضحة مع توظيف المنحنيات والمناطق المفتوحة المحيطة كعلامات مميزة ونقاط جذب بصري.
· مناطق تنزه وتسلية .
· حديقة رئيسية متصلة بخطوط المشاة يمكن الوصول إليها بسهولة وأمان من كافة الأحياء .
· حدائق صغيرة وملاعب أطفال موزعة لخدمة الأحياء.
• موازنة المادة غير العضوية المتمثلة فى تركيز البناء في العمارة و ذلك عن طريق إدخال مواد عضوية مما يحسن من النظام البيئى .
• إدخال النباتات له فوائد جمالية لمستخدمي المبنى وينتج عنه تحسين الإنتاجية والحالة المعنوية.
• استخدام النباتات في واجهات المبنى يعزز جماليات العمارة هيكل مزين بالنبات.
• بجانب تظليل الفراغات الداخلية والحوائط الخارجية – تقلل أيضا من انعكاس الحرارة المبنى، مما:
يوفر استجابات مناخية مصغرة فعالة في واجهات المبنى.
• عمليات التبخر النباتية يمكن أن تكون جهاز تبريد فعال لواجه المبنى.
• النباتات تمتص أول وثاني أكسيد الكربون ( خاصة من انبعاثات السيارات)، وتطلق الأكسجين. بالتركيب الضوئي، مما يخلق بيئة مصغرة كأثر برودة وصحة داخل وحول واجهة المبنى.
· يمكن أن تعمل النباتات كستائر بصرية ومشتتات صوت .
• تساعد النباتات على ترقيق الأسطح المعمارية الصلبة وإعطاء نسيج للأسطح الغير محددة.
• يمكن أن تعمل النباتات كمصدات رياح ( لتوفير دروع سفلية) في حدائق الاسطح.
الخلاصة : تعد جودة البيئة السكنية مؤشراً على مستوى جودة الحياة وتتطلب تنمية البيئة السكنية وتحسين مستواها ودعم الإحساس بروح المجموعة بين السكان وتمكينهم من المشاركة في إدارة الحي والعناية به , وتحث السكان على الإفادة من جودة حيهم كالبيئة التنظيمية والإدارية للحي وبالتالي المدينة وكذلك الشعور بالمسئولية واندفاعهم إلى التكامل والتعاون والتآخي والتواصل بين أفراد المجتمع عموماً والجيران خصوصاً , كما أن نقص الحدائق والساحات العامة يقلل من حركة المشاة ويجعل تواجد السكان في الفراغات العامة والمشتركة نادراً , فتزداد بذلك العزلة بين القاطنين ويقل التعارف فيما بينهم مما يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية, وكذا الأخذ بعين الإعتبار البعد البيئي والجمالي للبيئة الحضرية .
[1] - أ. د.صبري فارس الهيتي – التخطيط الحضري – دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع – الاردن – 2009 – ص102
[3] - أ – د – صبري فارس الهيتي – المصدر – نفسه – ص 105 – 109
[4] - أ – د – صبري فارس الهيتي – المصدر نفسه – ص 103
[5]- د – راتب السعود – البيئة والإنسان – دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع – الأردن – 2007 – ص 83
[6] - د – راتب السعود – المصدر نفسه – ص 84
[7] - د – راتب السعود – المصدر نفسه –ص 96
[8] - د – علي بن سالم – تحسين بيئة الأحياء السكنية – السعودية – 2010
[9] - د – محمد رفاعي فهمي – دور العمارة المعاصرة في تحسين البيئة السكنية – مصر - 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق